إلهاء من نوع آخر بين "دوارة" الحيوان، و دوارة البرلمان

أكبر قصة للدوارة الحقيقية التي يعيشها المجتمع المغربي هي صدماته التي لم يلقى لها علاج ، و التي تراكمت منذ الصغر حتى الكبر و حتى القرب من اللحد…

أكبر قصة للدوارة الحقيقية التي يعرفها المواطن المغربي ، ليس ارتفاع ثمن الدوارة الحيوانيّة للعيد التي تملىء البطون ، و تطلق دخانا وهي على الجمر تحترق و ينظر إليها المواطن وكأنه يسبّح لها حمدا كالمعجزة التي ستجعله يحس بالعيد و هو يتأمل جرّ رأس الحولي ، ليأخذ حقه من الجمر …

بل ان الدوارة الحقيقية المطبوخة في البرلمان على يد بعض البرلمانيين هي التي يجب أن تأخذ بعين الإعتبار و المنطق ، و أن يبحث عن كواليسها المواطن المقهور المظلوم المتشرد الذي يتصارع يوميا على وجوده في وطن غني بثرواته و لا يحصل منها ذلك الانسان الضغيف المعوز حتى على " ما ينقي به اسنانه" كما يقول المثل المغربي…. قبل دوارة الحيوان و بعد دوارة البرلمان ..

ففي " دوارة "البرلمان المشوية على ظهور المغاربة ، تمر معها قوانين تحمي الفساد و تمرر ميزانيات لغير الأولويات ، و تترك الشعب مع الدوارة الحيوانيّة ، و كأنهم يريدون بذلك إظهار المواطن أنه في صراع مع بطنه ، و لا تهمه حقوقه…

فعلا نجح أصحاب "دوارة" الأحزاب التي تحصل على الملايين من الدعم ، و دوارة الانتخابات و في مطبخ البرلمان في تحويل الإتجاه من المطالبة بالحقوق و الحريات و التوزيع العادل للثروة ، إلى دفع و رفع ثمن دوارة الحيوان لان لمقدم و الشيخ يحسنون الهمس في اذن الجزار ، و ترك الشعب يحلم بدوارة العيد ، و ينسى دوارة البرلمان و هي تطبخ على معاناة الشعب المغربي في الداخل و الخارج… و كأن حظوظنا ، نحن المغاربة، أن يهبنا الخالق من يلهينا لا من يعطينا حقوقنا المشروعة …

مجرد رأي

عن صوت المغرب الحر نيوز

سعيد مصلوحي