التفقير الممنهج في المغرب

غلاء غير عادي، إلهاء المواطنين ببطونهم ، مرة زيادة في اللحم و مرة أخرى زيادة في السمك و مرة زيادة في الدقيق و البوطة ، و تصدير الخضر و الفواكه و البواكر للقارات الخمس ..و غدا زيادة في احدى المواد الأساسية.

تتحرك الأصوات لأن البطون جائعة، و يتركوها، و هي تصيح إلى حين العياء ، و فجأة تظهر لجان أو معجزة و يبحثون عن كبش فداء …و انتهى الامر … و تمجد و تمدح المواقع المستفيدة تدخل هذا أو ذاك..

و في نفس الوقت تواصل حكومة الكفاءات تمرير قوانينها و تمرير الميزانيات لأسفار الأعضاء و للبنزين الخاص لسياراتهم … و زيادة مالية للبرلمانيين تفوق راتب معلم أو دركي…

غلاء ممنهج، فشل سياسات عمومية، غياب الشغل بطرق ممنهجة ، استثمارات خارجية داخل الوطن و اليد العاملة تشتغل برواتب جد زهيدة ..

غلاء ممنهج ، جهل ممنهج، تعليم عمومي ضعيف بطرق ممنهجة ، مستشفيات بدون أطباء و لا معدات متطورة، و رئيس الجماعة و القائد و الباشا و غيرهم يقودون سيارات الدولة من النوع الرفيع …

حل الجفاف، هكذا يبررون و هم لا جفاف عندهم، و هذه هي سنته السابعة ، هم المتحكمون يتعاملون بالثروة و يبسطون أياديهم على الثروة بإسم جلالة الملك و بإسم الوطن و بإسم العلم المغربي و بإسم الشعب، و الشعب لا يعرف عن الثروة شيئا بل يعلم فقط و يرى قوافل القطارات و هي محملة بالفوسفات في اتجاه الموانئ المغربية لحملها للخارج..و يرى و يسمع و يقرأ فقط في الجرائد الدولية المتخصصة في الذهب و المال و الأعمال .. ان شركة كندية مختصة في الذهب رفعت من إنتاجها من مناجم الذهب في المغرب … و ان الملك باع مناجم لشركة أجنبية ، و أن الأمير الصغير يعتبر من أغنياء الشباب عالميا…

و في نفس الوقت ، توزع المخدرات في المقاهي و تنقل من مدينة مغربية إلى اخرى و من جبل إلى قرية و كأنها تمر من السماء بل تمر في الطرقات و تصل في الأماكن و يظهر لك الشباب وهم في عالم آخر بين العنف و الجرائم و التشرد و الادمان …

و هل صعبت على الأقمار الاصطناعية التي خصصت لها الملايير و تحمل إسم الملك محمد السادس، أن لا ترصد المخدرات و المدمنين و المرتشين و الفاسدين و السجون المملوءة بالشباب… و الأسواق التي تتعالى فيها صيحات الفقراء و الأرامل و الأطفال و هم يستنجدون بالمحسنين في رمضان و غير وقت رمضان من أجل قطعة خبز أو " قطعة لحم" أو " رجل"دجاجة أو قطعة كبد خروف مدبوح ربما خارج المجزرة و دخل للسوق مجرورا بعربة تنعدم فيها اقل شروط السلامة، و الذباب يشكل حلبة حول اللحوم المنقلة ، كالتدريب على سياقة الهليكوبتر العسكرية…

كما تدخل الذبائح المرخصة و الغير المرئية… و مع الأسف لا ترصد الأقمار الاصطناعية هذا …

نعم ، تفقير ممنهج حتى يبقى الشعب خاضعا راكعا للفساد ، تفقير مدروس تتخلله برامج تفقير و نصائح تفقير و " تخنزيرة " تخويف …كي تنجح مناهج التفقير … بالتجويع و التخويف …

و هم ، أشباه الآلهة التي تحكم و تتحكم في عالمها المقدس، تستيقظ وقت ما تشاء و تقرر ما تشاء ، و المهم هو أن يبقى الشعب فقيرا ، جائعا و خائفا من سرعة تلفيق التهم له بإهانه الجوع و الفقر … إنه التفقير الممنهج في المغرب … رمضان كريم

افتتاحية صوت المغرب الحر

عن مدير نشر صوت المغرب الحر نيوز