المغرب في حاجة إلى الصدق و ليس الصفقات
- مدير النشر
- 24 مارس
- 3 دقائق قراءة

بنايات المؤسسات موجودة ، مجهزة بمكاتب فخمة ، و تخصص لها ميزانيات للإصلاح و الماء و الكهرباء و الديكور ، ضخمة و بداخلها عددكبير من الموظفين و الموظفات ، و تخصص لهم ميزانيات ضخمة من المال العام …
حكومة موجودة ، مقرات الحكومة و سكن رئيس الحكومة و سيارات الحكومة المتنوعة ، و مكاتب أعضاء الحكومة الفاخرة، و الخدم و السائقين، و الطباخين و الحراس ، و الهواتف التي لا تتوقف عن الرنين، و البروتوكول ، و البنزين للسيارات ، لكل هذا تخصص ميزانيات ضخمة من المال العام ..
مراكز للشرطة و للدرك و للقوات المساعدات و للمخابرات العسكرية و المدنية و للوقاية المدنية ، منتشرة في كل مكان ، و ترى الألبسة الرسمية في كل مكان ، تدخلات ، تحركات ، و تخصص لهذا ميزانيات ضخمة من المال العام …
و في القصر حرس و خدم و مراقبة على مدار الساعة ، و استنفار دائم و فرق من جميع الأنواع العسكرية و المدنية على استعداد للتدخل ، و حراس أمام كل زاوية و سيارات فاخرة داخلة و خارجة و في المصلحة و في مرأب القصر من النوع الفاخر ، و خيول مدربة و فرق موسيقية و مخازنية جاهزون لفتح الباب الرئيسي و كتابة خاصة و مستشارون و مكاتب لا تعرف مهامها ، و هي تشكل و ديكوراتها لوحات بالغة من روعة التقاليد المغربية و الصناعة التقليدية و هواتف من آخر موديل … و تخصص لها ميزانيات ضخمة من المال العام بدون معارضة واحدة في البرلمان …
و قنصليات و سفارات مغربية في الخارج ، في أرقى الأحياء ، و عدد ضخم من السيارات المغربية تحمل لوحات ديبلوماسية و مكاتب بداخلها ضخمة و هواتف لا تتوقف على الرنين ، و خدم و حرس و إقامات ضخمة مجهزة بافرشة مغربية من الطراز الرفيع و طباخون مغاربة و سائقون و مخبرون و فواتير الكهرباء و الماء و الرحلات و الأسفار ، تخصص له ميزانيات ضخمة من المال العام ..
و جمعيات مغربية بأسماء مختلفة تنتشر في داخل المغرب و في القارات الخمس من العالم ، تعمل تحت غطاء العمل الجمعوي ، تخصص لها ميزانيات ضخمة من المال العام …
و بناية برلمان و بداخله برلمانيون و موظفون و سائقون و خدم و طباخون و فواتير الكهرباء و الماء و القهوة و الحلويات و السيارات الرفيعة و عمليات الإصلاح من الداخل و واجهة البرلمان متواصلة ، و الحراس و الأسفار و فواتير الرحلات و المطاعم و الفنادق ، تخصص لهذا ميزانيات ضخمة من المال العام …
و كل وزارة و كل عمالة و كل جماعة و كل ملحقة إدارية و كل مقاطعة تخصص لها ميزانيات ضخمة من المال العام …
لكن و مع الأسف الشديد ، و رغم وجودبعض النزهاء من بعض المسؤولين العموميين و الذين بفضلهم يسير المغرب و لهم منا كل الاحترام و التقدير ، إلا أن البعض من المسؤولين العموميين ينخرطون في الصفقات و ترك قضايا المواطنين مهملة ، و لا من يراقبهم و لا من يحاسبهم ، لأن الفساد أضحى أكثر انتشارا من مفهوم الدولة و من سلطة الدولة …
فغلبت الصفقات و غاب الصدق ، و الضمير المسؤول …الملايير تخصص للإدارة لخدمة المواطنين لكن بعضها يستعمل لخدمة المصالح الخاصة و هكذا سيطر الفساد و أصبح يموّل من المال العام ، و اختفت الثروة و كثر الاحتكار و التحكم ، و ساد الغلاء و انعدمت الثقة وبدا برد الاحتقان الاجتماعي ينبعث من هنا و هناك ، و السبب واحد هو غياب الصدق و حضور الصفقات …فالمغرب محتاج للصدق لا للصفقات…
افتتاحية صباح الخير يا وطن
عن مدير نشر صوت المغرب الحر نيوز
Commenti