عصابات الفساد داخل الاحزاب المغربية

اظهر زلازل الحوز الحالة اللاانسانية التي كانت عليها اوضاع ساكنة المناطق المتضررة، ووقت الزلزال و بعده اظهر الواقع ان الاحزاب في المغرب غائبة و غير مهتمة بقضايا المواطنين و غير مهتمة بالدفاع عن حقوقهم المشروعة …

فاغلبية المستشفيات في المغرب غير مجهزة و غير مؤهلة حتى لاستقبال الحيوان فما بالك بالاهمال الذي يتعرض له الانسان المغربي..

و اغلبية السجون مملوءة بالشباب الذي لم يجد الشغل ، فالتهمته المخدرات و كثرت الجرائم في غياب دور الاحزاب السياسية رغم الدعم المادي المهم والذي يناهز الملايير من الدولة …

و احوال المدارس العمومية تزيد الطين بلة ، و تهميش اسرة التعليم و تهميش التلميذ في غياب لدور الاحزاب و التي من المفروض ان تهتم بقطاع التعليم لا استغلاله انتخابيا…

اما العطالة وصلت الى قمتها حتى حاملي الشهادات العليا و الدكاترة معطلون و في نفس الوقت نرى ان الاحزاب توظف التابعين لها و عائلاتها و ابناء المنتمين لها ، و تاركين الشعب بدون شغل و بدون حق في الشغل

اما السكن اللائق فالمستفيد الاول هم منتمون الاحزاب ، يدخلون الحكومة و العمل السياسي و هم حفاة عراة و يخرجون اغنياء واصحاب الفيرمات، و بتقاعد ضخم طول الحياة..

لقد اصبحت بعض الاحزاب في المغرب موطنا لعصابات خطيرة تحتمي وراء الاحزاب و وراء العمل السياسي و وراء الوطنية و وراء الشعار و وراء صور الملك، و في نفس الوقت تنهب ليل نهار و تمارس الضغط ليل نهار و تتاجر في الصفقات ليل نهار و تفرس حقوق المواطنين ليل نهار و همها الوحيد الربح الخاص و المال مستغلة السلطة الحزبية و الموقع الحزبي ، و ضاربين بعرض الحائط الدستور المغربي و الخطب الملكية و تساؤلات الملك و الشعب حول اين الثروة؟

و توغلت عصابة بعض الاحزاب- مع احترامي للنزهاء في الاحزاب المغربية و هم قليلون- في جميع مؤسسات الدولة و جميع البلديات و الجماعات القروية و المجالس الاقليمية و البرلمان و سيطرت على انابيب الصفقات و على المشاريع الملكية الكبرى و على البرامج و وضعت اياديها الملطخة بالفساد على اراضي الدولة و على اراضي المواطنين، و تحكموا في السفارات المغربية و القنصليات المغربية في الخارج عن طريق تأسيس بعض الجمعيات التابعة للاحزاب فاصبحت هاته بعض الجمعيات تلعب لهم كدور الجهاز المخابراتي السري الذي تستعمله عصابة بعض الاحزاب المغربية لاسكات اصوات المواطنين و الحقوقيين و الصحفيين و حتى لعرقلة مساعي المؤسسات العمومية و عرقلة جهود السلطات ، واخترقت هذه العصابة المنتمية لبعض الاحزاب بعض الاجهزة المغربية و بعض المؤسسات العمومية…

و عملت هذه العصابة المنتمية للاحزاب على اغراق المغرب في القروض الدولية و التي اثقلت كاهل المغرب و اصبح المغرب رهينة للديون ففي كل مرة اتفاقيات و قروض ضخمة لا يعلم مصيرها الا من وقع عليها باسم الشعب، و لكن لاشيء يستفيد منه الشعب…

هكذا اذن انتشر النفاق السياسي و انتشر الفساد المستشري و توالدت العصابة داخل الاحزاب واصبحت تقرر و تترأس البرلمان و اللقاءات و الندوات و المؤثمرات و لايهمها اطلاقا حقوق المواطنين و لا حرياتهم، بل يدفعون بالشعب للسجن و للفتن و لمعارضة النظام الحاكم…و تلطيخ صورة الشعب و خلق صراعات و نهج سياسة فرق تسد…

ان هذه العصابة المنتمية لبعض الاحزاب المغربية تستغل بعض المواقع الاعلامية بل تشتريها كي تصفق و تطبل لها، و تشتري بعض الاعلاميين و بعض المؤثرين و بعض اليوتيوبرز ، و ترفع شكايات كيدية بالمواطنين الاحرار و بالمسؤولين الاحرار و بالامنيين الاحرار و بالقضاة الاحرار و بمغاربة المهجر الاحرار…

وعليه ان المغاربة في الداخل و في الخارج ينتظرون تدخل دور الملك محمد السادس الدستوري و تنزيل مضامين الدستور لوقف هذه العصابة الحزبية، و حل بعض الاحزاب و حل البرلمان و اعلان انتخابات سابقة لاوانها ، حماية لصورة المغرب و حماية لصورة الملكية ، و حماية لحقوق و حريات المواطن المغربي، و في اطار تفعيل المبدأ الدستوري ربط المسؤولية بالمحاسبة.

-افتتاحية صوت المغرب نيوز-

عن مدير نشر صوت المغرب نيوز / السويد