لماذا يعذب الشعب ؟

كنت أظن ، عند إعتلاء الملك محمد السادس، ملك الفقراء آنداك، ملك الأغنياء الآن، أنه سيخلق المفاجئات و سيطوي عهد تازمامارت السيء السمعة الذي ذاق فيه مواطنون أبرياء جميع أنواع التعذيب و البشاعة و اللاإنسانية، و المعاملة السيئة..

كنت أظن، كما ظن الجميع من المواطنين الحالمين بمغرب جديد ،مع محمد السادس، أن الحقوق والحريات ستحترم و يصبح المغرب في مسار الدول الديمقراطية…و خاصة بعد أن أقال الملك إدريس البصري ، الذي أصبح لاجئا في فرنسا ..

لكن و مع الأسف الشديد، و في عهد الملك محمد السادس ، صدمنا و تفاجئنا و صدم المغاربة بوجود معقل سري بتمارة يذوق فيه المواطنون المشتبه فيهم جميع أنواع التعذيب و التنكيل …

و رغم إعلان الملك محمد السادس تأسيس هيئة المصالحة و الإنصاف و طي الماضي ، كانت فقط و لا زالت أصداؤها ، مجرد صباغة تغطي ما يجري و ستار و من وراءه تحدث الآلام …

شباب دخلوا السجن بسبب مطالبتهم بمستشفى و بجامعة و بشغل ، و شيخ دخل السجن بسبب فضحه الفساد ، و اخرون من أحرار المغرب دخلوا السجن فقط لأنهم بحثوا في امتيازات و استفادة خدام الدولة من القطع الأرضية بأرخص الأثمان …و آلاف من المواطنين يعيشون اللجوء في الخارج و رغم أن المغرب في حالة سلم و لكنه في الواقع المغرب في حالة سيطرة الفساد على الوطن و خيراته و ثرواته و القضاء على الأصوات المطالبة بالحقوق الحريات و التوزيع العادل للثروة ..

و رغم الأوضاع التي يعيشها المواطن المغربي ، من عدم حماية حقوقه الإنسانية الضرورية من صحة و تعليم و شغل و سكن ، ترتفع رواتب بعض أقرباء الملك و أصحاب المناصب العليا و موظفوا كتابة الملك و المستشارون إلى رواتب خيالية ..

فكيف يمكن ان نتحدث عن العهد الجديد و التنمية و المساواة و الكاتب الخاص للملك يحصل على راتب أكثر من راتب ترامب و ماكرون، و لا يخضع للمحاسبة ، و بائع متجول مغربي و لديه ستة أطفال و الزوجة و يعيش في بيت قصديري ، و هو يتعرض للإهانة و الدفع و الركل و الحجز على بضاعته و يتم اعتقاله و اعتقال حتى حماره … و القايد و لمقدم و الشيخ و بلطجيتهم يعاملون البائع المتجول الفقير و كانه نزل من كوكب آخر ..، و هو الذي لا يحصل حتى على مائة درهم يوميا … و الآخر المحمي 120 الف يورو شهريا … و يتحدث الملك في خطابه عن العدالة الاجتماعية و الفساد و يتساءل الملك أين الثروة ؟

إذن الثروة لم يأخذها البائع المتجول ، و لا معتقلي الرأي، و لا المدافعين على الحقوق والحريات ، و لا المغاربة المنفيين ، و لا الطالب الجامعي و لا المعلم و لا الاستاذ و لا الدركي و لا الشرطي و لا الموظف البسيط و لا العسكري ، و لا المعطل، الثروة في يد المقربين من القصر و في القصر و المحميين من الملك نفسه ( الله يشافيه) . و انتهى الكلام .

افتتاحية صوت المغرب الحر نيوز

  عن مدير نشر صوت المغرب الحر

بشراكة مع المرصد المغربي لحقوق الإنسان