لمحاربة الفساد، المغرب محتاج لارادة قوية ولاستراتيجية قوية وجدية وواقعية
- مدير النشر
- 5 فبراير 2024
- 2 دقائق قراءة

دخل المغرب مرحلة استثنائية و خطيرة ، و دخل لمنطقة مكهربة بعدما استيقظ بعض مسيري الشأن العام من سباتهم العميق، على فضائح فساد متنوعة، من استغلال المال العام إلى نهب الثروات ، و إلى تجارة بعض المعول عليهم في المخدرات ، و إلى اختطاف و بيع أطفال رضع بمستشفيات، و إلى اجراء عملية
جراحية من طرف بعض حراس الأبواب و إلى نهب المال العام في واضحة النهار و بدون مساءلة او محاسبة…
نعم يعيش المغرب اليوم على إيقاعات فساد مستشري في جميع القطاعات العمومية و في جميع المؤسسات العمومية ، و في نفس الوقت يتحرك الحقوقيون والصحفيون النزهاء و المواطنون الشرفاء لفضح الفساد عبر الإعلام الحر و عبر وسائل التواصل الاجتماعي و عبر رفع شكاوى في المحاكم …
وفي نفس الوقت تتحرك النيابة العامة- و منذ ان استقلت- بارادة قوية من المسؤولين على تسييرها من اجل المساهمة قانونياً و تفعيل القانون و تفعيل المبدأ الدستوري ربط المسؤولية بالمحاسبة، وتعقب كل فاسد و كل مشارك او مساهم في خلايا الفساد المنتشرة ، من قريب او من بعيد…
كما ان المحققين في الاجهزة الامنية و الدرك الذين تكلفوا بمهام التحقيق يعرفون كل المعرفة ان المغرب في أصعب مرحلة محاربة الفساد ، و ان المغرب في بدايته و ليس في آخر المراحل…
و لهذا و من الواجب على الدولة و في مقدمتها الملك محمد السادس و بصفته الملك و رئيس الدولة الذي يسود و يحكم ، و هو المسؤول القضائي الاول في المغرب و بصفته الرئيس الأعلى للسلطة القضائية ، و القائد الأعلى للقوات المسلحة الملكية ، و المسؤول على حماية المال العام و المسؤول الاول على ترواث الوطن و على امن و سلامة و حقوق و حريات المواطن المغربي ، ان يصطف الكل و بارادة قوية و عملية و جدية لمحاربة الفساد ، و العمل اولا على حماية القضاة و المحققين ، و حماية فاضحي الفساد من المواطنين و الحقوقيين و الصحفيين …و توفير الدعم المادي و اللوجيستيكي و المعنوي لفرق محاربة الفساد…
فالتجربة الإيطالية في محاربة الفساد و محاربة المافيات التي كانت تتشكل في كل قطاع في إيطاليا ، جعل الدولة الإيطالية تعطي اهتماما اوليا للقضاة و المحققين ، و الصحفيين .. و خلق فرق امنية متخصصة في محاربة عصابات المافيا التي توغلت في مرافق الدولة و نشرت الفساد …
لكن يبقى السؤال المهم هو هل تتحلى الحكومة المغربية التي ينتمي اعضاؤها لاحزاب غارقة في الفساد ، بالإرادة القوية في الاصطفاف جنب القضاء و الامن و الدرك و المواطنين و الصحفيين لمواجهة الفساد و لوبيات الفساد و مافيا الفساد التي توغلت في اعظم مؤسسا ت الدولة المغربية و في سفاراتها و قنصلياتها في الخارج؟
و هل ستنتقل الدولة لخلق فرقة امنية مشتركة من جميع الاجهزة المغربية متخصصة فقط في محاربة الفساد و حماية المال العام؟
و لاعطاء دفعة قوية في محاربة الفساد، لابد للملك محمد السادس ان يعمل على اطلاق معتقلي الرأي الذين سجنوا بسبب مطالبهم الحقوقية و سجنوا لانهم واجهوا الفساد المستشري، و عبروا عن ذلك بكل عفوية ووطنية و دفاعا عن الوطن الذي يحلم به الجميع و هو مملكة مغربية خالية من الفساد ، و من اجل وطن يتسع للجميع و من اجل التوزيع العادل للثروة و حماية الحقوق و الحريات،و تفعيل المبدأ الدستوري ربط المسؤولية بالمحاسبة ، و محاسبة المسؤولين الفسادين .
ملفات مغربية ساخنة
وكالة صوت المغرب للانباء
Comments