مشاركة بعض المؤسسات المشاركة في معرض الكتاب محزن للغاية، لا في تسييرها و لا في عروضها

و أنا اتابع بعض محطات ندوات المعرض الدولي للكتاب بالرباط، لاحظت ان بعض المؤسسات العمومية و في برامجها، كل واحدة تتحدث عن انجازات مستقبلية بعيدة كل البعد عن الواقع المغربي ، و كانّها احرقت مراحل عدة و اضحت نموذجية بقدرة قادر…
و تخللت بعض برامجها المدح و التطبيل لمسيري بعض هذه المؤسسات و كانّها شركات او جمعيات او منظمات خيرية تقوم بمساعدة المواطن و الوطن وتقوم بتقديم خدمات و صدقات…
لقد زاغ بعض المسؤولين الساهرين على مشاركة بعض المؤسسات المشاركة في معرض الكتاب ، عن إيصال الرسائل واضحة لزوار المعرض، و تعاملوا و كانهم في مسابقات شعرية للمدح و الثناء….
و قد أبرزت مشاركة بعض المؤسسات في معرض الكتاب كذلك ان أغلبيتها غير منسجمة مع بعضها البعض ، و كانّ كل واحدة من بلدٍ غير المملكة المغربية التي يعرفها المواطن المغربي و يعرف حقيقتها و دورها و تعثرها و نجاحها ان اصابت…
و من المثير للاستغراب ، ان بعض المؤسسات احتفلت بعرض كتب لرئيسها ، و لمقالاته وللحديث عن وطنيته ،لكن يبقى المواطن المغربي، صاحب الرأي الحر ، متسائلا ، هل رئيس هذه المؤسسة الذي يكتب يوميا كتبا يقوم بعمله ، اذن فهو لا يهتم و لا يشتغل بقضايا المؤسسة؟ و كيف له ان يجمع بين الكتابة و تسيير مؤسسة عمومية ؟
ان واقع بعض المؤسسات العمومية في المغرب، محزن للغاية، لا في تسييرها و لا في عروضها و لا في مشاركتها في المعارض او النقاشات فمواضيعها بعيدة كل البعد عن مطالب المواطنين و بعيدة كل البعد عن الحلول المنطقية للقضايا العالقة اولا، اما الإنتاجية فهي من اختصاص الشركات الخاصة ، و الحديث عن مستقبل الادارات العمومية و المؤسسات العمومية ليس وقته، لان الوقت الحالي المواطن المغربي محتاج إلى حقوقه و حرياته و مواطنته كاملة و التوزيع العادل للثروة و محتاج لتقريب الادارة منه ليس بالقول و بالمدح بل بالفعل و تفعيل المبدأ الدستوري ربط المسؤولية بالمحاسبة ، و التواصل و الإنصات و الجدية كما أوصى بذلك الملك محمد السادس في خطبه ، و كما جاء في دستور2011، واحتراما لكرامة الشعب المغربي و تطلعات ملك و شعب…
افتتاحية صوت المغرب الحر
عن مدير نشر صوت المغرب الحر
Comments