يا لها من مهزلة الأمية السياسية، في المغرب
- مدير النشر
- 18 مارس
- 2 دقائق قراءة

بعض المتطفلين على القانون ، اصبحوا يشرعون في القانون في المغرب ، بمجرد أنهم ممثلون عن بعض المناطق و يحتلون مناطق بساكنتها و اًراضيها و مائها و شوارعها الكئيبة و أشجارها المنحنية…و خلقوا نفوذا لهم في الدواوير و الأحياء و المدن و الجماعات و البلديات ، و توغلوا في البرلمان و في المجالس ، و المؤسسات و مراكز القرار …
لا يعرفون حتى كتابة إسم منطقتهم بشكل سليم ، لا يفرقون بين الزرواطة و الألف- كما يقولون- و صاروا رؤساء مجالس و لجان القانون و التشريع …يا لها من مهزلة…
أتذكر أحدهم و قد كان زميلا لي في الدراسة الإعدادية ، كان آخر من يحضر الدروس ، و تم طرده في الرابعة إعدادي انذاك ، لكن بمجرد أن أباه كان منتخبا و كل سنة تزداد ثرواتهم أتذكر و أنا واصلت دراستي، و انتقلت إلى مدينة اخرى لمتابعة تعليمي ، و كان يأتي بسيارته الفاخرة انذاك و يتحدث معنا في باب الثانوية … و كنت اسأل أبي رحمه الله ، من يكون هذا و من هو أباه … وكان والدي رحمه الله يقول لي : يا ابني هذا ابن فلان الذي لا يفكر إلا في المال … يستطيعون الحصول على كل شيء… وكنت أرد على أبي ، غير ممكن يجب أن يكون متعلما .. … و يقاطعني والدي رحمه الله ، سترى ابني ، ان هذا الشخص سيرث مكان أبيه ..لكن ما عليك إلا بالتعليم و الجد و الاجتهاد و الأخلاق و ستكون على الطريق الصحيح ، أما هؤلاء هم من يسيطرون …
بالفعل مات أبي، رحمه الله ، و مات أب زميلي في الدراسة انذاك، رحمه الله، و الان أنا في الخارج مدة تزيد عن ثلاثين سنة ، بين الجامعات الأمريكية و الأوروبية و أبحر بين اللغات و الإعلام، و التواصل والمؤتمرات الدولية …. و اكتب و انشر كتبي و مقالاتي، و أتالم و أبتسم ، وازور العالم و كأنني إبن العالم ، و أدافع عن الحقوق والحريات و عن حرية التعبير و الصحافة و عن الانسانية … و احلم أن يصبح وطني الام المغرب بلدا ديمقراطيا..
لكن زميلي في الدراسة انذاك، الذي طرد من القسم و امتهن السياسة..هو من يشرع و يقرر في لجان مختلفة الآن و يسير مشاريع بالملايير من الصفقات و الانتخابات و مهنة السياسة…و لم يدرس القانون يوما و لم يدرس السياسة يوما و لا محو الأمية يوما و لا التواصل يوما و لا سمعته يدافع عن فقير يوما … و يشرع للمغاربة و للنخب و للمثقفين و لخبراء القانون … يا لها من مهزلة الأمية السياسية في المغرب .
مجرد رأي
عن مدير نشر صوت المغرب الحر نيوز
Comentarios