الصامتون المحظوظون في المغرب ، معادلة محيرة

يعملون في صمت، يعشقون الصفقات لبعضهم بعضا، يسبحون في مسابحهم الشاسعة، يشغلون ابناء الفقراء كسائقين و حراس و خدم في مطابخهم و داخل فيلاتهم بل قصورهم، الفاخرة…

يعملون في صمت، يعشقون المناصب العليا ، و برنة هاتف مع فلان ابن السي فلان ، يحصل المحظوظ من عائلتهم على المنصب العالي رغم انه لا يعرف حتى تكوين جملة واحدة صحيحة بالدارجة المغربية او العربية او الأمازيغية، لكن يتقنون الفرنسية ، و يصاحبون من يتحدث بالإنجليزية، المنصب العالي ليس مشكلا لهم بل وسيلة لبسط اليد و المشاركة في قنص الصفقات …

يعملون في صمت، و هم محميون من المتابعات و بعيدون كل البعد عن الأعين ، و حتى ان تم رصدهم بالصدفة من ابناء الشعب ، يشهرون البطاقة البيضاء ( la carte blanche) ، و يخرجون أعينهم و يصيحون واش عرفتونا؟ ، و يحملون الهواتف و هم يتكلمون بالفعل مع مسؤول ما ، حتى صوت هذا الأخير يكاد ان يذوب بسبب قوة و عظمة و جبروت المخاطب…

يعملون في صمت، و في العلن، و يعرفون جيدا أنهم بعيدين كل البعد عن القانون و المتابعات و بالعكس فهم فوق القانون و كانهم لايعترفون بالقوانين الوطنية…

يعملون في صمت تام ممنهج يلتقون اكثر في الخارج، و الملك محمد السادس ملتزم الصمت، و كانهم يكررون شعارا في مخيلتهم ان في وقت محمد السادس هدفهم الصفقات و المشاريع و رابح رابح …

تراهم يبتسمون فقط في ما بينهم ، يحيون السهرات كما يحلو لهم ، ليس لهم مشكل في الحصول على المال .. فأياديهم موضوعة على منابع الثروة و على مصادر الثروة و في مكاتب السلطة، و ليس لديهم اي مشكل إذا حلموا ليلا بمشروع ، يحققوه صباحا و حتى التمويل بدون مشاكل…

أسّسوا مراكز ، و شركات داخل مؤسسات الدولة وتعطى لهم الصفقات بسرعة البرق…و تمنح لهم المناصب العليا المتميزة ، و يتمركزون في محيط مراكز القرارات في المغرب…

انها بالفعل فوضى، للمختفين وراء القصر الملكي بالرباط و وراء الملك و صوره ووراء الأمراء و الأميرات وكل الأبواب مفتوحة لهم، أما ابناء الشعب المواطنين الاحرار كل الأبواب موصدة في وجوههم ، و محكمة الإغلاق أمامهم ، إلا ابواب السجن فهي مفتوحة و تنتظرهم رغم الاكتضاض… انها معادلة محيرة …. انهم الصامتون المحظوظون ..

مجرد رأي

عن مدير نشر صوت المغرب الحر